لبنان يحذر من التصعيد بعد إطلاق صواريخ ورد إسرائيل بضربات جوية
لبنان يحذر من التصعيد بعد إطلاق صواريخ ورد إسرائيل بضربات جوية
ندد الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم السبت، بـ"الاعتداء المتمادي" على لبنان، في حين حذر رئيس الوزراء نواف سلام من "أخطار جرّ البلاد إلى حرب جديدة"، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ باتجاه أراضيه من جنوب لبنان، وما تلاه من ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع لحزب الله.
جاء التصعيد الجديد رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي، والذي أنهى مواجهات استمرت شهرين بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بعد فتح الأخير جبهة ضد إسرائيل دعمًا لحركة حماس في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وفق وكالة "فرانس برس".
ورغم التهدئة النسبية، تواصلت الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق، فيما أبقى الجيش الإسرائيلي قواته متمركزة في خمس نقاط استراتيجية جنوب لبنان.
إطلاق صواريخ واعتراض إسرائيلي
أفاد الجيش الإسرائيلي بأن ثلاث صواريخ أُطلقت، السبت، من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، لكن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضتها قبل أن تصل إلى أهدافها.
وعلى إثر ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية استهدفت مواقع لحزب الله جنوب لبنان، تنفيذًا لأوامر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بضرب "عشرات الأهداف الإرهابية".
في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، دان الرئيس عون "محاولات استدراج لبنان مجددًا إلى دوامة العنف"، معتبرًا أن "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
ودعا عون الجهات المعنية، خصوصًا لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش اللبناني، إلى متابعة الوضع بحزم، والعمل على منع أي تصعيد يمكن أن يهدد استقرار البلاد.
تحذير من حرب جديدة
من جهته، شدد رئيس الوزراء نواف سلام على خطورة التصعيد العسكري، محذرًا من أن تجدّد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية قد يؤدي إلى "جرّ البلاد إلى حرب جديدة تحمل ويلات كبيرة على لبنان واللبنانيين".
وأضاف أن الحكومة تتابع عن كثب التطورات الأمنية، وقد أجرى اتصالاً بوزير الدفاع، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أن "الدولة وحدها هي صاحبة قرار الحرب والسلم".
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، لكن الوكالة الوطنية للإعلام أشارت إلى أن الطائرات الإسرائيلية حلقت بكثافة فوق جنوب لبنان، فيما سُمع دوي انفجارات ناجمة عن صواريخ اعتراضية إسرائيلية.
وفي تطور أمني موازٍ، أعلن الجيش اللبناني أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ "بدائية الصنع" جنوب البلاد، في مؤشر على استمرار التوتر في المنطقة.
احتمالات التصعيد
يأتي هذا التصعيد في ظل توتر إقليمي متزايد، إذ تخشى الأوساط السياسية من أن يتحول جنوب لبنان مجددًا إلى ساحة حرب مفتوحة، خصوصًا مع استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية، واستعداد حزب الله للرد على أي استهداف لمواقعه.
وفي ظل هذه الظروف، تترقب الأوساط السياسية كيفية تعامل الأطراف الدولية مع الوضع، وسط دعوات لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.